Log-in
Search

زنزانة الأدب النسائي: حوار مع الروائية الأميركية إليزابيث جلبرت

Posted on February 03, 2015 by Tadween Editors | 0 comments
 
في رواية إليزابيث جلبرت الضخمة، والمهمة، والممتعة جداً، "توقيع الأشياء كلّها"، الشخصية المحورية ألما ويتاكر معروفة كـ "عالمة نبات محترمة" في القرن التاسع عشر. كتبت جلبرت قائلة: "في العالم العلمي لذلك العصر، كان هناك فصلٌ صارم بين "علم النبات" (دراسة النباتات من قبل الرجال) و"علم النبات المحترم" (دراسة النباتات من قبل النساء). أما الآن فقد صار "علم النبات المحترم" غير قابل للتمييز عن "علم النبات". في السابق نُظِرَ إلى الاختصاص الأول باحترام أما الثاني فلم يُنظر إليه هكذا ـ لكنّ ألما لم ترغب بأن تُرفض كمجرد "عالمة نبات محترمة". تعرف إليزابيث جلبرت كل شيء عن فجوة الاحترام المهنية: إن مؤلفاتها وخاصة كتابها الصادر في ٢٠٠٦ "كُلْ، صَلِّ واعشقْ" نُظر إليه بشكل سلبي وصُنِّف في خانة "الأدب النسائي". تحدّثتُ معها عن هذه التسمية، وعن روايتها الجديدة، وعن التغلب على الكمال، وكيف نغيّر الثقافة الأدبية
 
سليت: تُذكّرني شخصية ألما بتصوّر فرجينيا وولف عن أخت شكسبير جوديث في"غرفة تخصّ المرء وحده"، والتي اعتقدت أن وولف تملك جميع مواهب أخيها لكن لم تسنح لها الفرص نفسها. هل انطلقتِ كي تروي هذا النوع من القصة، أم هل تطورتْ فيما كنتِ تُطورين شخصية ألما ويتاكر؟
 
 إليزابيث جلبرت: في الحقيقة لم أنطلق كي أؤلف رواية تدور أحداثها في القرن التاسع عشر تتمحور حول تجربة أنثوية أكثر كمالاً. إن النهايتين الوحيدتين اللتين تواجههما النساء في تلك الكتب، والتي هي كتب مؤثرة جداً، بشخصيات مذهلة ونساء فائقات للعادة، هما إما أن تتزوج المرأة من السيد دارسي أو تنتهي تحت عجلات القطار. في الحقيقة أردتُ أن أؤلّف كتاباً عن امرأة أنقذ عملُها حياتَها، وأشعر أننا لا نرى قصة كهذه في غالب الأحيان، لكن حين تكونين أمام شخصية ينقذ عملها حياتها، فإنني أعدّ هذا فعلاً قصة مهمة.
 
سليت: عبّر بعض النقاد عن دهشتهم حول كم تختلف روايتك الجديدة عن كتابك السابق "كُلْ، صَلِّ واعشق"، رغم أنك كنت تؤلفين أعمالاً أدبية مهمة قبل وقت طويل من تلك المذكرات.
 
جلبرت: لم يفت انتباهي أنه حين كتبتُ عن التجربة العاطفية لرجل أنهم رشحوني إلى جائزة الكتاب الوطنية، لكن حين كتبتُ عن التجربة العاطفية لامرأة صنّفوني في زنزانة الأدب النسائي.
 
سليت: ما هي أفكارك عن هذه الزنزانة؟  
 
جلبرت: إن "الأدب النسائي" هو "علم النباتات المحترم" لعصرنا. أعتقد أن المحادثة كلها عن مَن يُعَدّ ضمن العالم الأدبي الجدي هو نقاشٌ قائمٌ على الخوف. فالأشخاص الذين يُقْصون كاتبات نساء من نوع معيّن، من العالم الأدبي الجدي يخافون من أن هذا التضمين سيؤدي إلى جعل جديتهم باهتة. الأمر الآخر هو أن النساء أنفسهنّ يخشين من الإقصاء، أو من ألا يُنظر إليهنَّ بشكل جدي، وبالتالي يخبئن بعض دوافعهن أو يحاولْن الكتابة بطريقة معينة من أجل الحصول على القبول. لا أريد أن أمارس هذه اللعبة. فهي ليست مسلية ولا مثيرة، ولا تقود إلى عمل إبداعي جَسُور
 
سليت: أنا مسرورة لأنّ ناشرك لم يضع حذاء على غلاف هذا الكتاب. حذاء مغطى بالطحالب.
 
جلبرت: نعم، بوط بأبازيم. أعتقد أن بعض الأشخاص يخافون من أنهم إذا أحبوا الكتاب الخطأ، فإن هذا سينعكس بشكل سلبي عليهم. يمكن أن ينطبق هذا على الجنس الأدبي أيضاً. سيقول البعض: "لن أقرأ قصص الخيال العلمي، أو لن أقرأ روايات الشبان البالغين" ـ كل هذه الأجناس قد تصبح سجوناً. وقد اكتشفت أنه من المضحك دوماً أنه حين يريد العالم الأدبي الجدي أن يحدث شقاً في جداره ويسمح بدخول كاتب جنس معين، يقول: "حسناً، إن إلمور ليونارد هو في الواقع كاتب حقيقي"، أو "إن ستيفن كينغ هو في الواقع كاتب حقيقي جيد". وإذا ما تحدثنا بعامة، تعرفين أنك تكونين تحت الوصاية حين يستخدم أحد ما كلمة "حقيقي".
 
سليت: غالباً ما تنشرين على فيسبوك وتويتر عن بحثك الحالي عن تطوير الذات ـ كتبت عن "آنية السعادة"، وغرَّدْتِ مؤخراً قائلة: "أتعرفون ما أريده في الحقيقة؟ أريد أن أصقل أكبر قلب ممكن…" لا أستطيع تخيل ما يمكن أن يقوله جوناثان فرانزن عن "آنية السعادة"، أو التغريد عن قلب المرء.
 
جلبرت: أليس ظريفاً أن نذكر جوناثان من أجل المقارنة؟ ما الذي سنفعله معه؟ كيف بطريقة أخرى ستعرفين كيف تكون الطريقة الأخرى؟ من المضحك كيف صار يمثل نوعاً معيناً واحداً من الوجود.
 
سليت: ربما لا يحتفظ بإناء سعادة. أعتقد أن بعض النقاد يربطون شعوراً بالخجل بالتطور الذاتي الأنثوي.
 
جلبرت: إذا ذوّتْنا نوعاً ما هذه الفكرة بأنه أمر مشين ومفتقر للجدية أن نناقش مشاعرنا وأحلامنا والطرق التي نريد أن نصبح بها كائنات بشرية أفضل، وأن هذه نوعاً ما موضوعات تافهة، فهذا خطأ؛ إنها الموضوعات الكبرى، والموضوعات الوحيدة ـ وإذا قررنا أن هذا سيعرّضنا بشكل ما للسخرية أو الرفض فإن هذا خطأنا كما أعتقد. أرفض ذلك! لا أعرف أية طريقة أخرى. أرفضه وأتابع وفي النهاية سيلحق بي الجميع. وأعرف أن تلك الدزينات القليلة من الأشخاص الذين يحملون المفاتيح إلى الجدية الأدبية، أعرف أنهم في قلوبهم أيضاً يحرصون على المسائل هذه نفسها، وأعرف أن لهم حياة عاطفية، أعرف أنهم يقلقون حول كيف يمكن أن يكونوا كائنات بشرية أفضل، ويقلقون من أخطاء ارتكبوها، وكيف يمكن أن يحسّنوا أنفسهم، وكيف يمكن أن يحسّنوا حيوات الناس الذين حولهم. إنهم لا يتحدثون عن ذلك، لكن هذا يقلقهم.
 
سليت: ربما يقرأون كتابك "كلْ، صلِّ واعشقْ"، سرّاً، تحت الأغطية.  
 
أجرى الحوار: مارغو راب
سليت ماغازين
ترجمة: تدوين
 
Previous Next

Comments

 

Leave a reply

This blog is moderated, your comment will need to be approved before it is shown.

Scroll to top