صدور ديوان "مَن يوسِّع لي البحر" بالعربيَّة عن دار التَّكوين
صدرت حديثاً عن دار التَّكوين في دمشق، وبترجمة الشَّاعر السُّوري أمارجي، المجموعة الشِّعريَّة "مَن يوسِّع لي البحر" للشَّاعر الإيطالي المعاصر ميكِلِ كاكَّامو؛ وهو من مواليد تاوريانوڤا 1959 ويقيم في جويا تاوْرو. صدرَ له شِعراً: ذاتُ الدُّوار، نفْسُ الفم (2005)، سرُّ الفراولة (2005)، التُّفَّاح الكاذب والتُّفَّاح مع الشَّاعرة دونا أماتي (2006)، مَن يوسِّعُ لي البحر (2007)، Lovesickness (عن آفةِ الحُب) بالانكليزيَّة والإيطاليَّة (2010)، قصائد بلُغة الضَّوء مع منير مزيد (2010)، وطءُ النِّسيان (2010)، أرضُ السَّواعد (2011). كما صدر له نصٌّ مسرحيٌّ بعنوان: متوَّجاً كما الورود (2003)، ورواية بعنوان: برأسٍ منخفض، كما البلابل (2012). تُرجمَ إلى عدَّة لغات منها العربيَّة والإسبانيَّة والإنكليزيَّة والفرنسيَّة.
نقرأ في تقديم آلدا مِريني للدِّيوان:
حبٌّ جسديٌّ، حبٌّ ميتافيزيقيٌّ، قصائدُ حُبلى برغبةٍ نهِمةٍ لأجسادٍ حيَّةٍ لا تهدأ، لكنَّها في الوقت نفسِه مفتوحةٌ على مثاليَّةٍ فذَّةٍ ولطيفةٍ لطافةَ الهواء.
يعرفُ ميكِلِ كاكَّامو جيِّداً عن شذوذيَّة ولاقياسيَّة الأنشودة الشِّعريَّة الغنائيَّة، غير أنَّه يُخادع خاتمةَ كلِّ بيتٍ من الأبيات، مؤسِّساً بذلك ألفةً حميميَّةً رحبة مع الرِّسالة الشِّعريَّة.
متنقِّلاً من الإيروسيَّة إلى فورةِ العناصر، مِن الرَّغبةِ في المُسارَّة إلى سرَّانيَّةِ الموت، يتدفَّقُ شاعرنا في مشاعر الجمهور كما لو أنَّه يتقفَّاها ويرفعُ الحجاب عنها رويداً رويداً؛ وهكذا فإنَّه، باستبطانٍ ذاتيٍّ منعدم المثال، يستبقُ مضامين الحياة اليوميَّة وكأنَّه يهيم منقطعَ النَّفَسِ عبر روحِ القارئ، عبر الإنسان، تحدوه حاجةٌ جامحةٌ إلى الفضاء، إلى التنفُّس، إلى حياةٍ لا يتخلَّى عنها المرءُ أبداً.
ثمَّة أيضاً متنفَّسٌ آخر وراء هذه النُّصوص يجعلُ هذا الشَّاعر مستحقَّاً أنْ يُرفَعَ إلى مصافِّ الشعراء الحداثيين الفائقي الشِّعريَّة].
ومن أجواء المجموعة:
عتبةُ هذا البحر
هي في عظامي
أريد أن أنهض
وأحطِّم البحرَ بذراعيَّ
لكنَّني أظلُّ في خلفيَّته
جانحاً كسفينة
مغروساً كبرجٍ من الأبراج
*
إنَّها السَّماء العشرون
التي أرفعها وأضاعفها
وليس لها أصلٌ
كهربيٌّ أو سحريٌّ
ذلك أنَّه لا بريق لها أبداً
فيها أطيرُ
ممتزجاً بالضِّياء
وعظامي خاوية
واضعاً فمي في السَّماء
مثل دمغةٍ
مثل وردةٍ ممتلئة
معلناً نفسي نبوءةَ حياة
*
عُريانة ولم يمسسكِ أحد
كروحٍ تستريح
أنتِ يا حبِّي المتَّقد
يا صاعقتي
وحديدَ النَّار
وآخرَ جمراتي الحامية
تَضامِّي في عينيَّ
فالمسافة بيننا جدُّ متعَبَة
ستنالين قبلاً لا حصر لها
بعدد خنادق الكون
أو أوجِرةِ النَّار
وعمَّا قليلٍ تكون أيدينا
مستعبدةً تماماً ومقيَّدة
فننقلبُ إذَّاك سيرتَنا الأولى
*
قبالةَ بعضنا
والأيدي متشابكةٌ كخيوط قنَّب
أو كدَوالي عنب
نحن الآنَ لغتان
متزاوجتا الأبجديَّة
أو رُكنان جوهريَّان
ناران متزامنتان
نحن في مخروطٍ صنوبريٍّ واحدٍ
أنا وأنتِ
المجنونان عشقاً .
إعداد: تدوين
Comments