Log-in
Search

الإرث الفكري لمنظري حقبة ما بعد الاستعمار: قراءة في كتاب حميد دباشي "هل يستطيع غير الأوربي التفكير؟"

Posted on October 01, 2016 by Tadween Editors | 0 comments

أوس يعقوب 

لم يكن يتوقع المفكر الأمريكي (الإيراني الأصل) حميد دباشي (أستاذ كرسي "هاكوب كيفوركيان" بقسم الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا)، أن سؤاله "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟"، الذي ألقاه على سبيل الدعابة "الفكرية" أن يثير كل ذلك الجدل في الأوساط الفلسفية الأوروبية والأمريكية.

سؤال جعل منه صاحبه عنوانًا لكتاب وسم بالسؤال ذاته، وضم بين دفتيه عددًا من المقالات حول ثورات الربيع العربي والحركة الخضراء في إيران، والسياسات الأمريكية تجاه إيران الرسمية، وكذلك حول ذكرى وفاة إدوارد سعيد، كان قد كتبها دباشي في فترات زمنية مختلفة تمتد من عام 2007- 2013، وضمنها مجموعة نادرة من التأملات التاريخية والنظرية حول العلاقات بين الشرق والغرب ودور الفلسفة في مناقشة القضايا الإنسانية اليوم.

الكتاب الصادر مؤخرًا عن "منشورات المتوسط" بميلانو، بترجمة أنجزها عماد الأحمد، بعد شهور قليلة لصدوره بالانجليزية، كان منطلقه ذلك السؤال المستفز، والذي نشر مطلع العام 2013 كعنوان مقال في موقع الجزيرة الإنجليزي، وأثار زوبعة من النقاش وصلت حد انتفاض واحد من أشهر فلاسفة أوروبا المعاصر وهو "سلافوي جيجك"، إلى الحد الذي دفع الأخير ليرد على فيلسوف أوروبي يدافع عن طرح دباشي قائلًا: "تبًا لك يا والتر ميغنولو".

ينتقد دباشي في كتابه هذا المفكرين الأوروبيين وفي مقدمتهم "سلافوي جيجك" بأنهم لايزالون في الدوائر الضيقة الخاصة بهم وبعيدين عن التحولات التي طرأت في العالم العربي. مذكرًا بأن حالة الاستعمار أدت إلى وضع معين في انتاج المعرفة في جميع أنحاء العالم الاستعماري "من آسيا إلى أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية والتي ندرسها اليوم ونسميها (مابعد الاستعمار). إلا أن دباشي يتخطى هذه الخلاصة للقول: "زعمت في كتبي عن الثورة العربية والحركة الخضراء في إيران كما اتضح من هذه الانتفاضات الثورية أن أشكال انتاج المعرفة في حقبة ما بعد الاستعمار قد استنفدت نفسها.

هذه المقدمة يضعها دباشي ليقول لـ"جيجك" والكثير من فلاسفة أوروبا الذين لايزالون يستشهدون بكتابات مفكرين مابعد الاستعمار مثل "فرانز فانون" بأن شروط انتاج المعرفة في تلك الحقبة تغير عن اليوم.

 

فضح النظام الكولونيالي الأوروبي للمعرفة ..

يصوغ الكتاب، الذي يقع في 359 صفحة من القطع المتوسط، منظورًا جديدًا في نظرية ما بعد الاستعمار، حيث يتساءل المؤلف: "ما الذي يحدث للمفكرين الذين يشتغلون خارج السلالة الفلسفية الأوروبية؟". ومن خلال الخوض في هذه الجدلية الإشكالية، يناقش المفكر الأمريكي الإيراني اعتبارهم مهمّشين وموظّفين ومزيّفين.

ويرى دباشي في هذا الكتاب، الذي يبدو للقارئ من خلال مقدمته التي حررها المؤلف أنه تحت "وطأة الإلحاح الرهيب للحاضر، وكشكل من أشكال الشهادة على التاريخ، خاصة في ظل الآثار المجتمعة للحركة الخضراء في إيران والثورات العربية التي لم تتحمل بعد اليوم ملل هذه التشعبات التافهة مثل ((الإسلام والغرب))، و((الغرب وبقية العالم))، بمثابة استكمال لمقولات ومراجعات دباشي حول النقد والإرث الفكري لمنظري حقبة ما بعد الاستعمار الذي طرحه في كتابه "ما بعد الاستشراق: السلطة والمعرفة في زمن الإرهاب" الصادر كذلك نهاية العام الماضي عن "منشورات المتوسط".
في هذا الكتاب رأى النقاد أن دباشي، "استفزازيًا مشاكسًا، ومتحديًا عنيدًا. يدرس الطريقة التي يستمر من خلالها النقاشُ الفكري في ترسيخ نظام كولونيالي للمعرفة، مستندًا إلى سنوات من الدراسة والنشاط، ليقدم في كتابه هذا مجموعة حصيفة من الاستكشافات الفلسفية التي تثير الحفيظة والفرح على حد سواء".

 

ويتساءل دباشي عما يحدث حين يفكر المفكر خارج إطار الفلسفة الأوروبية، ويتطرّق إلى الطريقة التي نفكر بها لفهم العالم، وكيف أنها منبثقة دائمًا من مدارس فكرية أوروبية مختلفة، وتعتقد أن الوحيدين القادرين على تفسير الحقيقة هم فلاسفة أوروبا. كما لو أن على العالم أن يفسر نفسه، رغم كل الاحتمالات المعرفية الموجودة، وفقًا للرجل الأوروبي الذي يعيش في رؤوسنا فقط ويسأل الأسئلة.

ويرى دباشي، الذي زامل المفكر الفلسطيني الراحل إدوار سعيد (1935 – 2003) لسنوات طويلة في جامعة كولومبيا، والذي وضع أطروحة هامة بعنوان "مابعد الاستشراق" متممًا الجهود النيرة التي وصل إليها المفكر الفلسطيني بعد استيعاب المتغيرات التاريخية والسياسية التي حدثت في العقد الأخير، يرى أن الأمر لا يمكن تجاوزه إلا بالسماح للواقعيات المتعددة حول العالم أن تعلمنا خصوصياتها الفكرية، معتبرًا أن هناك أدوات قياس للحقيقة موجودة في الزوايا الأربعة من العالم، وأن على المفكرين إتاحة الفرصة لهذه الواقعيات لكي تكشف عن نفسها، فهي واقعيات منتجة ولديها آليات تفكير خاصة بها، لكنها ليست تحت الضوء ولا يلتف إليها أحد.

ويذكُر المؤلف أمثلة من كوكبة من فلاسفة ومفكرين من جنوب آسيا، ومن بينهم "آشي ناندي" و"بارثا شاترجي" و"غيتاري سبيفاك" وآخرين، ومن أفريقيا "هنري أوديرا أوركا" و"ول سوينكا" و"شينوا آشيبي" وآخرين.

وإن كان دباشي قد بدأ كتابه هذا بسؤال "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟"، فإنه انتهى منه بسؤال آخر هو: "هل يستطيع الأوروبي القراءة؟"، بمعنى قراءة فكر الآخر.

 

الربيع العربي والحركة الخضراء في إيران ..

قراءة أخرى للربيع العربي وللثورات في منطقتنا، قدمها دباشي وهو يقوم بمرافعة فكرية عن حق غير الأوروبي في الوجود وفي التفكير. وكتابه هذا يعد جزءًا من سلسلة من الإصدارات التي واكب بها قضايا العالم الإسلامي والعالم النامي، وقد خَصص جزءًا كبيرًا من الكتاب الذي بين أيدينا وما سبقه من كتابات أنجزها في هذا السياق، لمواكبة الثورات العربية منذ انهيار نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في تونس وإلى غاية الانحسارت التي شهدتها هذه الثورات في سوريا وليبيا واليمن ومصر.

وتشكل الثورات العربية في نظر دباشي استمرارًا للحركة الخضراء في إيران ولمقاومة الاحتلال في فلسطين ولكل الحركات المعادية للاستعمار الخارجي وللاستبداد الداخلي التي شهدتها مناطق عدة في العالم الإسلامي، بل في العالم غير الغربي كله.

وبرأيه أنّ هذه الثورات تتوفر على نفس الأسباب الجذرية؛ "إننا أمام تشكل جديد من الوعي"، "بل إننا نشهد تحولًا معرفيًّا في ثقافتنا السياسية الواردة"، إننا نعيش مرحلة "ما بعد الأيديولوجيا" بتعبير المصري "هاني شكر الله"، و"ما بعد الاسلاموية" بعتبير "آصف بيات" و"ما بعد الاستعمار" بتعبير "حميد دباشي".

غير أنّ المؤلف لا يخفي وجهة نظره هنا حول ما حدث في منطقتنا العربية قبل ست سنوات، إذ يرى أنّ ما شهدته بعض البلدان العربية إنما هو "مجرد انتفاضات وفوضى وليست ثورات"، لأن المعايير والتصورات التي توجد في أذهان المثقفين عن الثورات، والتي رسختها الثورة الفرنسية خصوصًا لم تتحق في حالة الربيع العربي.

وإن ما يشهده العالم الإسلامي تحول جذري في منظور دباشي، تحول يصطدم بمصالح الاستعماريين القدامى/الجدد. وبخصوص العالم العربي على الأقل قد يكون دباشي تنبؤيًّا، حيث كتب منذ سنة 2009 يقول: "الشباب العربي والمسلم حول العالم ليسوا، في مأمن، من مطالب الشباب الإيرانيين التي تكلفهم الكثير، الفاتحين صدورهم العارية، بشجاعة، في مواجهة رصاص وهروات الطغيان. إنه الجيل ما بعد الأيديولوجي".

لكن دباشي أثار انتباهنا إلى مسألة أساسية أخرى؛ وهي أنه ليس المثقفون من يولّد الثورات، بل الثورات هي التي تولّد المثقفين. حيث يقول: "يولِّد الربيع العربي مفكريه مثل كل الانتقاءات الثورية الأخرى. لم يولّد ماركس الثورات عام 1848: بل الثورات هي من ولَّدته. وبالمثل، خلقت الثورة الأميركية توماس باين، وخلقت الثورة الروسية لينين، وهلم جرا".

وكان دباشي قد قدم في كتابه الصادر العام 2014 عن دار نون للنشر الإماراتية، "الربيع العربي - نهاية حقبة ما بعد الاستعمار"، (ترجمة وتقديم: حارث حسن و أحمد الهاشم)، مرافعة فكرية عن روح الحركة الشعبية ووجدانها. ساعيًا في كتابه هذا إلى تجاوز الخصوصيات الظرفية لتك الأحداث، معالجًا إياها في الإطار الأوسع بوصفها صناعة جديدة للتاريخ، أهم ما فيها، هو أن المنتفضين أثبتوا أنهم قادرون على أن يتصرفوا كفاعلين تاريخيين مستقلين.

 

ثلاثية الانتفاضة وجغرافيا التحرر المعاصرة ..

الكتاب الذي صـدرت طبعته الأولى بالإنكليزية في العام 2012، يتنـاول فيـه دباشي موضوع "الاحتجاجات" أو "الانتفاضات" أو "الثورات" التي عمّت منطقتنا، منذ نهاية العام 2010، واصطُلح على تسميتها بالربيع العربي.

ويشير المترجمان في مقدمة الكتاب إلى أنه بعد عقود طويلة من الحديث عن "الاستثناء العربي"، وعن رسوخ "السلطوية العربيـة"، والتنظيـرات التـي انتقلـت مـن حقـول السياسـة وعلـم الاجتمـاع لترتكّـز علـى "ثقافة الاسـتبداد" الراسـخة في المنطقة، كان مظهر "المسـتبدين" وهم يفرون من بلادهـم خلسـة، أو يتنحـون بـلا كلمـة وداع، أو يعثـر عليهـم في المخابـئ ويتـم قتلهـم عـلـى أيـدي مـن كانـوا محكوميهـم، قـادرًا عـلـى هـزّ الكثيـر مـن القناعـات التـي صنعتها فكـرة "الاسـتثناء العربي".

ولم يرَ دباشي في الربيـع العربي مجـرد صراع بـن حـكام سـيئين ومحكومـيـن غاضبين، بل شيئًا أكبر من ذلك، "إنـه صيـرورة تاريخيـة تتجه إلى تحرير شعوب المنطقة من سطوة القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية التي قيدتها في أطر الهيمنة التي قامت عليها مرحلتا الاستعمار وما بعد الاستعمار"، بالنسـبة لـه، فـإن الربيـع العربي هـو "خـروج مـن حقبـة مـا بعـد الاسـتعمار التـي قامـت عـلـى ثنائيـة اسـتمرار الاسـتعمار بأشـكال أخـرى، وصعـود أيديولوجيـات مناوئـة للاسـتعمار لكنهـا في الحقيقـة تقـوم عـلـى إعـادة إنتاجـه، كـمـا هـو الحـال مـع الاشـتـراكية العـالم ثالثيـة، أو القوميـة العربيـة، أو الإسـلام السـياسي. لم تكـن تلـك الإيديولوجيات انعتاقية كما تدعي، بل جزء من المنظومة الثقافية والأيديولوجية العامة التي صنعتها فكرة (الغرب)، تلك الفكرة التي بمحض وجودها، تعبّر عن نظام للهيمنة أصبحت فيه الشعوب غير الغربية مجرد صورة لما يراه الغرب في نفسه تعبيرًا عن دونية ما هو غير غربي، بالتالي تفوق (الغربي)".

وهنا تجدر الإشارة إلى أن دباشي استهل كتابه "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟"، بالإشارة إلى أنه يُعدّه ثالث كتبه الصادرة عن "دار زد بوكس" للنشر، والتي تشكّل ثلاثية، اسماها (ثلاثية الانتفاضة)، "تكريمًا لحركة التحرير الوطني الفلسطينية". مشيرًا أن اقتراحه بتسمية كتبه الثلاثة، وهي: ("إيران والحركة الخضراء والولايات المتحدة الأمريكية: مفارقة قناة فوكس نيوز العجيبة" (2010)، و"الربيع العربي: نهاية حقبة مابعد الاستعمار" (2012)، والكتاب الذي بين يدينا؛ "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟ (طبعة أولى 2016))، بـ(ثلاثية الانتفاضة) لأنها والكلام لـ"دباشي"، "تحمل – في جذور كل منها - المنطق الموسع للانتفاضة الفلسطينية، كمثال لجميع حركات التحرير العابرة للحدود؛ حيث تتّضح، وتُستثمر فيها الأطياف الكاملة لجغرافيا التحرر المعاصرة".

ويؤكد "دباشي" في خاتمة كتابه هذا، أن هذه الكتب الثلاثة تُعدّ من بين الخطوات الأولية التي اتخذها "لتحقيق تغيير، في بنية وموقف، ومزاج تفكيرنا ضد تكوين تلك الإيديولوجيا الليبرالية الجديدة التي تحافظ – بشكل منهجي – على مصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفائها في المنطقة، والمستفيدين حول العالم". متابعًا: "لم أقم بذلك، من خلال معارضة السلطة وشكل التمثيل من الموقع الإمبريالي الذي يغني منه الكورس النيوليبرالي مثل هاريس، وهيتشنز، ورشدي أغانيهم التافهة، بل من الموقع الفعلي للأحداث التاريخية، في العالم التي أرعبتهم إلى درجة بيع هذا الهراء. ولذلك فإن ما كتبته – هنا، بالتالي – ليس مخالفًا لتلك الإيديولوجية السائدة، وحسب، بل يتوجّه عمدًا نحو عالم بديل، ومكبوت، ومخفي – الكونية الإمبراطورية العظمى - التي كانت تأسيسية، بالنسبة للعالم الإسلامي، على مدى الأربعة عشر قرنًا الماضية؛ لتتحوّل – اليوم – إلى أنقاض تحت أقدام القوة الجبارة الكاذبة للإمبريالية المعولمة، تلك الإمبريالية التي لم يعد لديها أيّ مركز اليوم".

ويلفت المفكر الإيراني المعارض لنظام الملالي في طهران، إلى أنّ "التضاريس الكاملة للهيمنة والمقاومة تتغيّر – اليوم، في الحقيقة – من خلال ما أسمّيه في كتابي (الربيع العربي) باسم (جغرافيا التحرر)".  

 

آراء حول الكتاب ..

كتب الباحث الفلسطيني المتخصص بالقانون والفكر الإسلامي في جامعة كولومبيا، "وائل حلاق"، عن الكتاب ما يلي: "يُعدُّ كتاب دباشي هذا نقدًا بانوراميًا، للأشكال السائدة للمعرفة، وتمردًا ضدها في الوقت ذاته، إنّهُ واضح ومنفتح على نحوٍ مميز، قراءة جديرة بالاهتمام".

أما الكاتبة اللبنانية الدكتورة "اليزابيث سوزان كساب" فقد كتبت: "يفسّر دباشي ببلاغة الرحلة الفكرية لجيل كامل من مفكري مرحلة ما بعد الكولونيالية: يجبُ أن نستمع إلى نتائجه".

فيما كتب الناقد الهندي "بانكاج ميشرا"، عن الكتاب: "لعقود طويلة، خلُص حميد دباشي من تواريخ اللاغربية إلى مُناقشة طرق التفكير التي تُعتبرُ غير شرعية من قِبل الأوصياء المحدودين، الأقوياء مع ذلك، على الحياة الفكرية في الغرب. في كتابه "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟" ينتقل دباشي بجدليته الخفية المفعمة بالحيوية إلى مستوى آخر".

كذلك قال المفكر الهندي والمدرس في الجامعة الأميركية في بيروت، "أفيجاي براشاد": "يجمع كتاب حميد دباشي "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟" استفزازاته المهمة بصدد قضايا تتدرج من ما بعد الكولونيالية إلى الديمقراطية، هذه المقاطع من أجل أن نتصارع معها، ونفكّر بها، ونناقشها ونجادلها، إن قراءة دباشي أشبه بجلسة قهوة طويلة بصحبة صديق ذكي جدًا".

وقال مدير معهد الدراسات الافريقية في جامعة كولومبيا، "مامادو ضيوف": "اعتمادًا على معرفته الداخلية الفريدة بالتقاليد الفكرية المختلفة، كتبَ دباشي، بفطنة وعاطفة وخفة دم، توليفة نقدية للفكر الغربي من وجهة نظر الأعراق المظلمة.

وأشار الفيلسوف السنغالي "سليمان بشير ديان"، مؤلف كتاب "تعليق الفيلسوف في الإسلام"، إلى أن: "هذه المقالات محددة المعالم، وبارعة واستفزازية وخبيثة، وفي عين الهدف".

بدوره علق المدرس بجامعة "ليدز"، "سلمان سيد" مؤلف كتاب "إحياء الخلافة"، على الكتاب قائلً:ا "بمفارقة راقية، يعيدُ كتاب "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟" توجيه قراءتنا للعالم، إنّه رد لاذع سريع وعاطفي على أولئك العاجزين عن رؤية ما هو أبعد من التأطير والتأصيل الأوروبي".

 

المؤلف في سطور ..

ولد المفكر الأمريكي الجنسية حميد دباشي في إيران، وحصل على درجة الدكتوراه المزدوجة في علم اجتماع الثقافة والدراسات الإسلامية من "جامعة بنسلفانيا"، تلتها زمالة ما بعد الدكتوراه من "جامعة هارفارد". وهو يحمل ثقافة عربية كونه ولد في إقليم الأحواز ما مكنه استيعاب الشرق ثقافيًا وحضاريًا لينتقل مبكرًا للدراسة في أمريكا ويتحول من خلال جهوده الفكرية إلى واحدٍ من ألمع المفكرين الشرقيين في أمريكا.

كتب وحرر العديد من الكتب، منها: "إيران والحركة الخضراء والولايات المتحدة الأمريكية"، و"الربيع العربي- نهاية حقبة ما بعد الإستعمار" (منشورات المتوسط)، و"ما بعد الأستشراق- المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب" (منشورات المتوسط)، بالإضافة إلى العديد من الفصول، والمقالات، والمواد ومراجعات الكتب.
ويُعتبر دباشي ناقدًا ثقافيًا عالميًا، وقد تًرجمت أعماله إلى العديد من اللغات.

وهو يكتب عمودًا في صحيفة "الأهرام ويكلي" المصرية منذ أكثر من عقد من الزمن، ويعتبر معلقًا سياسيًا دائمًا في قناة "الجزيرة" وموقعها الإلكتروني، وقناة "سي إن إن". وبالإضافة إلى عمله المتفاني في مهنة التدريس منذ ما يقارب ثلاثة عقود، فإنه يعمل أيضًا في إلقاء المحاضرات العامة وكتابة المقالات عن الشؤون الجارية، كما أنه ناشطٌ فعال في مجال مناهضة الحروب، وهو مؤسس مشروع الفيلم الفلسطيني "أحلام وطن" -Dreams of Nation .

ويعيش حميد دباشي في مدينة نيويورك مع زوجته الإيرانية –السويدية غولبارج باشي المصورة الفوتوغرافية والباحثة النسوية ولديه أربعة أطفال.

 

 

 

Previous Next

Comments

 

Leave a reply

This blog is moderated, your comment will need to be approved before it is shown.

Scroll to top