المرأة عند «الأخت زينب» بالرغم أنّه يجب أن تكون مجاهدة سياسية تنادي بالدولة الإسلاميّة، إلا أنّ هذا لا يجب أن يُغفِلها عن وظيفتها الأساسية، وهي أنّ مكانها الأصليّ هو البيت كـ أم وزوجة: «الإسلام لم يمنع النساء من المشاركة النشطة في الحياة العامة، لكن بشرط أن لا يتداخل ذلك مع وظيفتها الأساسية كـ أمّ، تدرّب أبناءها على الدعوة الإسلاميّة. لذا وظيفتها الأولى، والمقدّسة، والأشد أهمية أن تكون أمّاً وزوجة. إنها لا تستطيع تجاهل هذه الأولويّة» (١٨). هذا النفس الديني الإخواني هو نفسه تقريباً الذي ذكرناه آنفاً عن حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان المسلمين. لقد كان من أسس عملها: «الدعوة إلى الإسلام وتجنيد الرجال والنساء شباباً وشيباً لاعتقاد رسالته وإقامة دولته الحاكمة بما أنزل الله» (أيام من حياتي). لهذا، حينما استعرت المعركة حول حلّ جماعتها رفضت ذلك شارحة السبب: «ونحن –السيدات المسلمات – نرفض قرار الحلّ، وليس لرئيس الجمهورية – وهو ينادى صراحة بعلمانية الدولة- حق الولاء علينا، ولا لوزارة الشئون الاجتماعية كذلك. وليست الدعوة أموالاً أو حطاماً تصادره حكومة العلمانيين المحاربين لله ولرسوله وللأمة المسلمة» (أيام من حياتي).
Comments